جزر فارو: دولة ذاتية الحكم، تابعة إداريًّا للدنمارك، تشكل أرخبيلًا يقع في شمال المحيط الأطلسي، على بعد 320 كلم شمال غربي إسكتلندا، وتقريباً في منتصف المسافة الفاصلة بين النرويج وآيسلندا، عاصمتها توشهافن، وتبلغ مساحتها حوالي 1400 كلم2، وعدد سكانها يزيد على 52,889 نسمة، ومعظمهم مواطنون دنماركيون.
وقد كانت هذه الجزر جزءًا من "مملكة النرويج الوراثية" منذ عام 1035 وحتى عام 1814، أما تاريخها القديم فما يزال الغموض يحُفُّه، ولا توجد مصادر كثيرة موثقة تتحدث عن أوائل مستوطني هذا الأرخبيل، ولعل تلك الشعوب كانت قادمة من أيرلندا، والتاريخ الموثق له بدأ بوقوعه تحت سيطرة الفايكنغ في القرن 9م.
تتولى الحكومة المحلية لهذه الدولة مهام الإشراف والتسيير لمعظم شؤونها المحلية، وتتولى الدنمارك مسؤولية الدفاع العسكري والشرطة والقضاء والشؤون الخارجية.
وتقع هذه الجزر في منطقة جمركية مختلفة عن الدنمارك، ولها سياسة تجارية مستقلة عنها، مما يمكِّنها من إبرام اتفاقيات تجارية مستقلة، وعلى الرغم من انهيار اقتصادها في التسعينيات، بدأت منذ عام 2000 مرحلة جديدة من النمو والازدهار الاقتصادي، وأنشأت مشاريع تكنولوجية وتجارية جديدة لجذب الاستثمارات وخفض نسبة البطالة.
وتتميز تضاريس جزر فارو بوعورتها ومناخها المحيطي شبه القطبي، فيغلب عليها الجو البارد والماطر والغائم.
وغالبية سكان هذه الجزر فارويُّون، وهناك نسب من الدنماركيين والنرويجيين والبولنديين وغيرهم، وأصول هؤلاء الفارويين هي خليط من أهل الشمال (مجموعة عرقية لغوية يرجع أصلها إلى إسكندنافيا) والغايليين (هم الذين يتحدثون باللغات الجودية والغاليَّة، أي بلغات شعوب أيرلندا وإسكتلندا وجزيرة مان)، ويتحدث سكان هذه الجزر باللغتين الدنماركية والفاروية، وهما اللغتان الرسميتان للدولة، والفاروية واحدة من ثلاث لغات شمالية جرمانية (إسكندنافية) تنحدر من اللغة النوردية القديمة المستخدمة في إسكندنافيا في زمن الفايكينج، إلى جانب اللغة الآيسلندية ولغة نورن المنقرضة، واللغات الجرمانية هي إحدى فروع العائلة اللغوية الهندية الأوروبية.
وقد دخلت الديانة النصرانية إلى جزر فارو عام 999م، وتبع سكانها المذهب البروتستانتي في القرن 16م، ووفقاً للإحصاءات الرسمية التي أجريت عام 2011 فإن غالبية السكان نصارى، والجزء الأكبر منهم يتبعون كنيسة الدولة اللوثرية البروتستانتية، وتذكر مصادر أن عدد المسلمين في جزر فارو يتجاوز 1000 نسمة، ويتضح لنا من مراجعة بعض المصادر أن العدد المذكور غير دقيق، فهي تؤكد أن عددهم قليل جدًّا، فقد وصل إلى 23 مسلماً (0.07% من إجمالي السكان) في تعداد 2011.
وتذكر صفحة "Faroe islands Muslims" أن عدد المسلمين هناك قليل، وأنهم لا يعرفون بعضهم، ووُصفت الجالية المسلمة هناك بأنها "أقلية دينية وثقافية غير مرئية تقريباً"، ويبدو أن المسلمين هناك يجتمعون في مناسبات سنوية، ولكن ليس هناك مساجد أو مراكز تخصهم.
ويذكر مؤلف كتاب Islam in the Nordic and Baltic Countries (ط 2009) أنه بسبب العزلة النسبية لهذه الجزر في المياه البعيدة، لم يعش فيها سوى القليل من المسلمين، وعلى عكس بلدان الشمال الأوروبي الأخرى، لم تشهد جزر فارو أي هجرة كبيرة للعمال أو اللاجئين من الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا منذ الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك يوجد فيها عدد قليل جدًّا من المسلمين القادمين من الخارج، إضافة إلى القليل من مواطني هذه الجزر المسلمين.
وتعيش في هذه الجزر أيضاً أعداد قليلة من أتباع ديانات أخرى مثل الأحمديين والهندوس والسيخ والبهائيين، أما اللادينيون فيقترب عددهم في التعداد المذكور من 1400 شخص (4.04%).