جمهورية الصين الشعبية: عاصمتها مدينة بكين، وهي مركز الاتصالات والمركز الثقافي والاقتصادي في الصين، أما مدينة شنغهاي فهي المدينة الصناعية، وتعد مدينة هونغ كونغ الميناء الرئيسي ومركز التجارة هناك، وتتميز الصين بتنوع مناخها، حيث يترواح المناخ فيها من الجاف في الأجزاء الشمالية الغربية إلى المناخ الموسمي والاستوائي في المناطق الجنوبية الشرقية، وتتنوع الثروة النباتية في الصين، حيث توجد فيها معظم أنواع النباتات الموجودة في العالم، بالإضافة إلى تنوع الثروة الحيوانية، وعلى الرغم من عدد السكان الكبير فيها إلا أن هناك العديد من المناطق غير المأهولة بالسكان.
وتتميز الصين بموقعها الإستراتيجي، إذ تحدها 14 دولة من جميع جهاتها، ويبلغ طول الحدود الإجمالي للصين مع الدول المجاورة نحو 22,475 كم، وتبلغ مساحة جمهورية الصين نحو 9,569,960 كم2، وهي تحتل المرتبة الخامسة من بين دول العالم من حيث المساحة، ويصل عدد سكان الصين إلى 1.402 مليار نسمة، فهي تحتوي على أكبر عدد للسكان بين دول العالم، وتنطلق أسس منظومة الفكر الصيني التقليدي من: الكونفوشيوسية والبوذية والطاوية، وللنصارى حضور قوي في الصين، فهم يمتلكون آلاف الكنائس، وقد استفادوا من قانون حرية الأديان، وأصبح الإقبال على ديانتهم قويًّا، والجدير بالتنويه أن مجتمع المسلمين في الصين ميدانٌ مهم للمنصرين أكثر من غيرهم.
وقد عرف العربُ الصينَ قبل الإسلام بزمن، أما أول اتصال رسمي بين دولة الإسلام وبين الصين فقد كان عام 651م في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبعد ذلك توالت البعثات، وتوافد التجار المسلمون إلى الصين، وبدأ الإسلام بالانتشار في تلك البقاع (انظر بحث: الإسلام في الصين: رؤية موضوعية واقعية)، ويذكر مؤلف كتاب "المسلمون في الصين من التجذر إلى التمدد" ما ملخصه: أن التاريخ الصيني يقدم صور دخول الإسلام وانتشار المسلمين وتمكُّنهم من خلال المراحل التالية:
أ- دخول الإسلام: فتحت أسرة تانغ (618-907م) الأبواب للمسلمين، فدخلوا إلى المجتمعات الصينية شيئًا فشيئًا عن طريق البحر والبر، ولم يبق من تلك المرحلة إلا معلومات يسيرة مدونة، وخمس مساجد.
ب- انتشار المسلمين: كان تقريباً في عهد أسرة سونغ (960-1279م) التي اعتمدت في سياستها على احترام الآخر وتشجيع التجارة الخارجية، وقد احتل المسلمون مقدمة هذا النشاط، وتمخض عن ذلك: زيادة عدد المسلمين، وتحولهم إلى قوة اجتماعية، وتجاوز نشاطهم الاقتصادي إلى ميادين السياسة والثقافة.
ج- تمكُّن المسلمين: كان ذلك حينما توجهت أسرة يوان إلى الصين، واستولت على الأمور فيها، وقد كان عضدها الأيمن مجموعة من المسلمين (عرب وفرس وآخرون من سكان آسيا الوسطى) وكانوا في معية جيش الأسرة، وتجاوز هؤلاء حدود الصين الغربية والشمالية، ووصلوا إلى الموانئ التجارية ووسط الصين.. وقد اعتمدت عليهم هذه الأسرة من أجل حفظ وجودها واستقرار مُلكها، وفي عهد أسرة يوان ظهر 17 رئيساً مسلماً للوزراء من بين 50 رئيساً، و32 وزيراً مسلماً، والكثير من العلماء.
وفي العصر الحديث جعل سون يان سن عام 1911 قومية خوي المسلمة جزءًا مهمًّا من مكونات الشعب الصيني، واعترف بمعاناتهم وحقوقهم، ولكن على الرغم من ذلك فقد عانى المسلمون من الحزب الشيوعي الحاكم كأي دين لا ينسجم مع أفكار هذا الحزب أو يشكل خطراً محتملاً عليه، وبلغت هذه المعاناة قمتها أيام الثورة الثقافية عام 1966.
وفي الصين اليوم ما يزيد على 44 جامعة تعلِّم اللغة العربية، غير المعاهد، ولا شك أن الإسلام والقرآن الكريم كان لهما دور كبير في تمدد اللغة العربية في أرجاء الصين، ثم جاءت التجارة الحديثة والبعثات المتبادلة لتزيد من انتشار العربية في هذا البلد، وهناك نسخ عديدة من ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية ولهجاتها، وأقدم ترجمة معروفة لها تعود إلى عام 1500م، وهي خاصة ببعض الآيات والسور.
وفي الصين 56 قومية، على رأسها قومية الخان (90% من السكان)، وتأتي البقية بعدها، ومن بينها عشر قوميات إسلامية، وهي تنقسم إلى مجموعتين:
أ- مجموعة القوميات الأربع الوافدة: خوي، سالار، دونغشيانغ، باوآن.
ب- مجموعة القوميات الست الناشئة: الأويغوريون، القازاق، القرغيز، الأوزبك، الطاجيك، التتار.
والإسلام ليس محصوراً بتلك القوميات العشر، وإن نسبوا المسلمين إليها أو إلى قومية خوي، وأصبح اسم خوي يعني "المسلم" في المصطلح اللغوي الصيني، وكأن المسلمين التقوا جميعاً فيها، أما عدد المسلمين في الصين فلا يعرف بشكل دقيق؛ لأنهم منتشرون في طول البلاد وعرضها، وأكثرهم في تركستان المحتلة من قبل الصين، وفي الإحصائيات المتداولة لأعدادهم تفاوت كبير، يبدأ من (15 مليوناً) حسب مقال نشره يحيى لين سونغ عام 1984؛ ولكنه ينطلق في هذا الرقم من التعدادات السكانية الحكومية، ثم (20 مليوناً) وهذا الرقم تم تثبيته من قبل السلطات لمسلمي الصين منذ عام 1966 بما يخدم توجهاتها لتحجيم القوميات الصغيرة، ثم (24 مليوناً)، و(50 مليوناً)، حتى يصل إلى (100 مليون)، ويرى مؤلف الكتاب المذكور آنفاً أنه من خلال النظر في الأرقام المختلفة لعدد مسلمي الصين؛ يمكن وضع نسبة لهم ما بين 10% حتى 12% من إجمالي السكان، وأن هذه النسبة تتطابق مع معطيات التقديرات على وجه العموم، ومع الوجود التاريخي الطويل للمسلمين في الصين، وكذلك رجح مؤلف رسالة "الإسلام في الصين: دراسة حول الأقلية المسلمة - 2006" أن نسبة مسلمي الصين تقارب 10% من إجمالي السكان، أي ما يزيد على 130 مليون نسمة من مختلف القوميات واللغات والاجناس، وتعد الأقلية المسلمة في الصين ثاني أكبر أقلية إسلامية في آسيا بعد مسلمي الهند.
وعلى مر السنين، وحتى اليوم، تمارس السلطة الصينية في تركستان الشرقية المحتلة (سنكيانغ) فنوناً شتى من الحرب على الدين الإسلامي، وارتكاب المذابح الرهيبة ضد عشرات الآلاف من المسلمين الأبرياء، والاضطهاد والتضييق عليهم وعلى زعمائهم ودعاتهم، وهدم الآلاف من مساجدهم والاستيلاء أيضاً على الكثير منها، وقد كثرت أساليبها في الدمج الثقافي السلبي وتغيير الهوية الإسلامية ومحاربة شعائر المسلمين الأويغور، كما تسببت الصين في إفساد البيئة التركستانية وجفاف بعض الأنهار والبحيرات نتيجة للاستنزاف الزائد للموارد، ونتيجة للتجارب النووية الخطيرة، وقد مرت بالمسلمين في تركستان الشرقية، وهم من أهل السنَّة الأحناف، مراحل قاسية من الاضطهاد المنظم، حيث تدفقت إلى أراضيها موجات متلاحقة من هجرات الصينيين -الملاحدة والوثنيين والنصارى وغيرهم- للإخلال بالخريطة العقائدية في هذه المناطق المسلمة من ناحية، وللإخلال بالخريطة البشرية والاجتماعية من ناحية أخرى، بهدف تحويل المسلمين هناك إلى أقلية، واستغلال ثروات هذا الشعب المسلم، وقد أدى تهجير الصينيين الكثيف إلى المدن المسلمة في تركستان إلى تغيير تام في التوزيع البشري لهذه المدن، فأصبحت مثلاً نسبة الصينيين في قراماي 80%، وفي شيخنزة 90%، وغيرها كثير (وللمزيد انظر كتاب: التهجير الصيني في تركستان الشرقية)، وكما قامت روسيا القيصرية بابتلاع تركستان الغربية وامتصاص خيراتها؛ كذلك فعلت الصين بتركستان الشرقية التي تعتبر بالنسبة لهم كنزاً كبيراً؛ لما يتوفر في أراضيها من ثراء معدني وغنًى طبيعي، حيث تحوي أراضي تركستان كميات كبيرة من الفحم الحجري توازي 40-50% من احتياطي الصين كلها، ويقدر بترولها بما بين 6.5–8.2 مليار طن، إضافة إلى الغاز والرصاص والحديد والنحاس وغيرها، ويعتبر الخبراء الدوليون أن تركستان هي عصب اقتصاد الصين ومصدر صناعتها الثقيلة.
شريحة الدخل incomeLevel
المساحة (كيلومتر مربع) AG.SRF.TOTL.K2
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان الصين 1,371,220,000 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
تبلغ مساحة الصين 9,562,911 كيلو متر مربع بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2016
يبلغ عدد المسلمين في الصين 24,690,000 شخص وبنسبة 1.8% من إجمالي السكان