تابع محتوى الدولة
بِرمودا: أرخبيل (مجموعة متقاربة من الجزر)، وأقدم أقاليم ما وراء البحار البريطانية في شمال المحيط الأطلسي، يبعد حوالي 1,070 كلم شرق (جنوب شرق) كاب هاتيراس في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، و1,236 كلم جنوب جزيرة كيب سابل في نوفا سكوشا (مقاطعة بحرية كندية)، و1,578 كلم شمال سان خوان عاصمة بورتوريكو، تبلغ مساحته 55.283 كلم2، وعدد سكانه 63,867 نسمة، وعاصمته هي مدينة هاميلتون، وهو يتكون من أكثر من 300 جزيرة وجُزيِّرة غير مأهولة بالسكان؛ ما عدا 20 جزيرة منها فقط.
أول من عُرف أنه وصل إلى برمودا هو البحار الإسباني خوان دي بيرموديز في عام 1503، وقد أُخذت تسمية الجزر من اسم عائلته، وكان برموديز قد أعلن ملكية هذه الجزر للإمبراطورية الإسبانية، ولكنه لم ينزل بها مع أنه زارها مرتين، ورسم خريطة شاملة لها.
وفي عام 1609 تحطمت سفينة اسمها "سي فينشر" إثر إعصار، وقد كانت هذه السفينة تقل مستعمرين متجهين إلى فيرجينيا في المستعمرات الأمريكية، وأبحر كل ركابها إلى فرجينيا بعد أن بقوا مدة وجيزة في برمودا، ما عدا 3 ركاب، فأصبح هؤلاء الثلاثة أول من استوطن برمودا.
ثم أعطى جيمس الأول ملك إنجلترا مسؤولية إدارة برمودا إلى شركة فرجينيا في حوالي عام 1610، وبعد إلغاء رخصة هذه الشركة المستأجرة لإقامة المستوطنات، أصبحت برمودا مستعمرة بريطانية، ثم إقليمَ ما وراء بحار في عام 1949، وقد أبقى المستعمرون الإنجليز على الأفارقة السود الذين جلبوهم معهم خدماً في البيوت، وزاولوا حرفاً متعددة كبناء السفن وغير ذلك.
كانت برمودا تمتلك أحد أعلى معدلات الناتج المحلي الإجمالي للفرد في العالم في معظم سنوات القرن العشرين ولعدة سنوات بعدها، ثم تأثر وضعها الاقتصادي في الآونة الأخيرة بسبب الركود العالمي.
ومناخها شبه استوائي، وهي تزخر بتلال ومرتفعات يصل طول بعضها إلى 75م، ودولة برمودا هي أقصى نقطة في شمال مثلث برمودا، وهو منطقة جغرافية كبيرة على شكل مثلث متساوي الأضلاع، وتشتهر هذه المنطقة بقصص حوادث اختفاء السفن والطائرات، وقد تبين زيف الكثير منها، وأكدت وكالات رسمية على أن عدد وطبيعة حوادث الاختفاء في مثلث برمودا كانت مشابهة لغيرها من المناطق في باقي المحيط، وتقع جزر برمودا في حزام الأعاصير، وهي عرضة للرياح العاتية، ومع ذلك فهي محمية نوعاً ما من كامل القوة التدميرية للأعاصير بسبب الشعاب المرجانية المحيطة بها، ومن أشهر معالمها كهف الكريستال الذي يشع سقفه بالبلورات الكريستالية والحجارة الكلسية، والذي تقبع تحته بحيرة يتجاوز عمقها 18م.
تصل نسبة السكان السود في أرخبيل برمودا إلى حوالي 60%، والبقية من البيض، وهناك الآلاف من الجنود القادمين من بريطانيا وأمريكا، ويُدار الاقتصاد والحكومة هناك من قِبل الأقلية البيضاء، ويقيم فيها أيضاً سكان من عدة دول.
وتصل نسبة النصارى في برمودا إلى 70% من إجمالي السكان، وتتجاوز في بعض المصادر 74%، والبقية يتبعون عدة أديان، وجزء منهم من لا يتبع ديانة محددة، ومنهم من لم يحدد ديانته، وقد قدِّر عدد المسلمين هناك بأكثر من 500 نسمة في إحصاء قديم، ووفقاً لتقرير مركز بيو للأبحاث لعام 2009 كان هناك 1000 مسلم، يشكلون حوالي 0.8٪ من نسبة سكان برمودا، وهذا الرقم وأرقام أقل منه تتكرر في الكثير من المصادر، ولكن يشير مقال نشر عام 2017 بعنوان "Dr. Yasar Colak, Social and Religious Affairs Counselor visits Bermuda Muslim Community" إلى ضِعف هذا الرقم، فقد ذكر فيه رئيس المركز الثقافي "سليم عبدالرزاق تالبوت" أن هناك حوالي 2000 مسلم في جزر برمودا، وهم ينتمون إلى خلفيات عرقية مختلفة، وذُكر في هذا المقال أن الوجود الإسلامي يعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي.
وتذكر مصادر أن وصول المسلمين إلى هذا الجزر قديم، مع غزو الإسبان لتلك المنطقة وقدوم المسلمين إليها ضمن العبيد، ولكن أعداد أولئك المسلمين كانت تتناقص في ظل ازدياد أعداد الصليبيين الوافدين, حتى أصبح الإسلام أثراً بعد عين منذ عام 1900، ثم أُقر لأول مرة بوجود المسلمين هناك في عام 1975.
وفي هذا الأرخبيل القليل من المؤسسات والمنظمات والمدارس الإسلامية، وصورة الإسلام والمسلمين وعلاقتهم بغيرهم تعتبر جيدة هناك بشكل عام، والسكان يحترمون المسلمين وعندهم قابلية لاعتناق الإسلام؛ لأن لهم جذوراً إسلامية، خاصة إذا توفر الدعاة والدعم والإمكانات الدعوية، وغالبيتهم من أهل السنة، وهناك بعض الشيعة وبعض أتباع الديانة الأحمدية.
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.