البوسنة والهِرسك: هي دولة في جنوب، وجنوب شرق أوروبا، تقع داخل البلقان، وفي منتصف الدول التي كانت تشكل دولة يوغوسلافيا السابقة، عاصمتها وأكبر مدنها هي سراييفو، وتعتبر موستار ثاني أكبر المدن في هذه الدولة، وتنقسم البوسنة والهرسك إلى كيانين: جمهورية صربسكا، واتحاد البوسنة والهرسك، ويغطي اتحاد البوسنة والهرسك 51٪ من إجمالي مساحة الدولة، بينما تغطي صربسكا 49٪ من مساحتها.
يتجاوز عدد سكان البوسنة والهرسك اليوم 3.281 مليون نسمة، بعد أن كان عددهم في عام 1991 قد وصل إلى 4.377 مليون نسمة، وتبلغ مساحة أراضيها 51,129 كم²، وهي دولة غير ساحلية تقريباً، وتمتلك ساحلًا ضيقاً على البحر الأدرياتيكي، يبلغ طوله حوالي 20 كلم، وأبرز سمات تضاريس هذه الدولة هي الوديان والجبال التي ترتفع حتى 2386م، ويغلب عليها الطابع الجبلي، وهي تشتهر ببيئتها الطبيعية وغاباتها وتراثها الثقافي المتنوع، وتقيم في مناطق البوسنة والهرسك ثلاث مجموعات عرقية رئيسة: البوشناق (أكبر مجموعة)، ثم الصرب، فالكروات، تضاف إليهم أقليات عرقية، وهي: الأتراك والبولنديون والأوكرانيون والغجر واليهود.
وتحتل هذه الدولة اليوم مرتبة متقدمة في التنمية البشرية، ولديها اقتصاد يهيمن عليه قطاعا الصناعة والزراعة، يليهما قطاعا السياحة والخدمات، وتقدم الدولة نظاماً للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية الشاملة، والتعليمين الابتدائي والثانوي المجاني، وقد تأسست جامعة سراييفو في أربعينيات القرن العشرين، وفي البوسنة والهرسك اليوم قرابة 90 كلية، و22 جامعة خاصة، وكان العديد من الجامعات قد دمِّر في الحرب، ثم أعيد بناؤها.
أما اللغات الرسمية لهذه الدولة فهي: البوسنية والكرواتية والصربية، وعلى الرغم من أن المسلمين يشكلون الأغلبية في البوسنة والهرسك، لم ينص دستور الدولة على أن الإسلام هو الدين الرسمي لها، وبينما يشير مركز بيو إلى أن نسبة مسلمي البوسنة والهرسك هي 46.5% من إجمالي السكان، والنصارى 51.5%، يليهم اللادينيون والملحدون بنسبة 2.4%، ثم أديان أخرى، تشير معظم المصادر إلى أن نسبة المسلمين تتجاوز النسبة المذكورة، كما يلي: 50.7% (أول إحصائية حكومية بعد الحرب، 2013)، ثم زادت إلى 51%، مقابل 46% للنصارى (وكالة إحصاءات البوسنة والهرسك، 2016)، وتصل إلى 61% (في إحصائيات غير رسمية).
تاريخيًّا، دخلت صربيا الوسطى تحت سيطرة العثمانيين بعد هزيمة الصرب في معركة كوسوفو عام 1389م، وفي القرن التالي استكمل العثمانيون سيطرتهم على كل مقاطعات الصرب، فأصبحت معظم منطقة البلقان تحت سيطرة المسلمين، وبدأ الإسلام بالانتشار والتوسع الكبير في هذه المناطق طوال عدة قرون، وقد حاول الصرب مقاومتهم عدة مرات، ولكنهم فشلوا، واستمرت محاولاتهم حتى أوائل القرن التاسع عشر، وقد أدى تمرد شعوب البلقان في أيام ضعف العثمانيين - بمساندة أوروبا - إلى قيام دولتي الصرب والجبل الأسود، ثم أصبحت بلاد الصرب النواة التي تبلورت حولها يوغوسلافيا الحديثة، وقد أصبحت البوسنة عام 1908 في يد الاحتلال النمساوي المجري النصراني، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أصبحت البوسنة والهرسك تحت اسم: مملكة الصرب والكروات وسلوفينيا، ثم أصبح اسمها يوغوسلافيا في سنة 1929.
وبعد سلسلة من الأحداث التي جرت في هذه المنطقة، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، استولى الشيوعيون على السلطة في يوغوسلافيا عام 1945، وتفيد المعلومات أن هناك حوالي 75.000 مسلم بوسني ماتوا في الحرب العالمية الثانية، وقد تعامل الشيوعيون بقسوة شديدة مع كل من لم يقبل بحكمهم، ويقدَّر أن حوالي 250 ألف شخص ماتوا في الإعدامات الجماعية ومسيرات الموت الإجبارية والمعسكرات بين عامي 1945 و1946، وقد كان الدستور الاتحادي اليوغوسلافي يتضمن بنوداً تدعم حرية المعتقدات، ولكن الواقع كان مغايراً لذلك، فقد أُغلقت المحاكم الإسلامية في عام 1946، وتم في عام 1950 إغلاق آخر الكتاتيب التي كان التلاميذ يتعلمون فيها القرآن الكريم، وحُلت جميع الجمعيات الإسلامية، مثل جمعيات: غيرت، نارودنا أوزدانيتسا، بريبورود، ولم يبقوا إلا على الجمعية الدينية الإسلامية الرسمية ومدرستين إسلاميتين كانتا تخضعان لرقابة مشددة، وأغلقت أيضاً المطبعة الإسلامية في سراييفو، وفي تلك الأثناء كانت هناك مقاومة سرية ضد هذا الحصار، إذ استمر الناس في تداول الكتب الإسلامية، وكان الأطفال يتلقون تعليمهم في بعض المساجد.
إذاً، لغاية عام 1990 كانت البوسنة جزءًا من جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، التي أنشأها الشيوعيون اليوغوسلاف في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لتضم ست جمهوريات: سلوفينيا، وكرواتيا، وصربيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، ومقدونيا، إضافة إلى إقليمين يتمتعان بالحكم الذاتي داخل صربيا: كوسوفو، وفويفودينا، ثم بدأت هذه الدول السبع بالتحرك نحو الانفصال، وبالفعل أعلنت البوسنة والهرسك الانفصال عن يوغوسلافيا في مارس 1992، بعد أن وافق غالبية مسلميها في استفتاء شعبي على هذا القرار، ومن هنا بدأ العدوان..
ففي الخامس من أبريل 1992 فرض الصرب حصاراً عسكريًّا على العاصمة، مستغلين تفوقهم العسكري وضعف تسليح البوسنيين المسلمين، وقد سهلت سيطرة الصرب على المرتفعات عمليات القنص والقصف التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من المسلمين، وقد قُتل في مجازر الصرب الأرثوذكس والكروات الكاثوليك وغيرهم ضد مسلمي البوسنة والهرسك أكثر من 200.000 مسلم، ولجأ ونزح عنها مليونا مسلم، ومن مآسي المسلمين هناك: وقوع عشرات الآلاف من حالات الاغتصاب ضد المسلمات، وأكثر من 26 مذبحة ضد المسلمين، أشهرها مذبحة سربرنيتسا، التى راح ضحيتها آلاف المسلمين من الصغار والكبار في مجازر ومقابر جماعية، وحصار وقصف وتجويع سراييفو لمدة 3 سنوات، والتطهير العرقي والديني الممنهَج لمعظم قرى ومدن البوسنة، وتوطين المدنيين الصرب في أماكن المسلمين، وتدمير أكثر من 650 مسجداً، وحرق أكثر من 1.5 مليون كتاب ومخطوطة.
لقد كان الهدف الرئيس لهذه المجازر هو القضاء على المسلمين والوجود الإسلامي في البوسنة والهرسك، وتقسيم أراضيهم لصالح النصارى، وإلى يومنا هذا ما تزال المقابر الجماعية تكتشف بين الحين والحين، وبعد أن تُركت البوسنة تحت راية منظمة حلف الأطلسي، الذي خطط لطريقة إدارة البلاد كما جاء في اتفاقية دايتون، التي تحوم حولها الشبهات، بعد ذلك وُقِّعت الاتفاقية سنة 1995، أي بعد أربع سنوات رهيبة من الحرب، حينما بدأ المسلمون بتحقيق بعض الانتصارات، وكانوا على وشك تحرير المجمعات الاقتصادية الإستراتيجية، ولكنهم توقفوا في 12 أكتوبر 1995م، بعدما حرروا ساكيموست، خوفاً من التعرض لقصف جوى من الناتو، وهنا بدأ الترتيب للاتفاقيات والمباحثات التي تعلن أن هدفها حقن الدماء والحفاظ على وحدة البوسنة والهرسك، فنصت الاتفاقية على أن يعطى صِرب البوسنة الأرثوذكس 49% من الأراضي، والتي تتكون من 42 بلدة ومدينة، أغلبها في أماكن ومراكز صناعية، أما المسلمون والكروات فقد أصبحوا فيدرالية مسلمة كرواتية لها 51% من أراضي البوسنة، وبالتالي ذهب 49% من الأراضي إلى يد 31% من السكان، وذهب 17% منها إلى الكروات الكاثوليك، ولم يتبق للمسلمين سوى 34% من أرض الدولة، رغم كونهم يشكلون أكثر من نصف السكان، وعلى الرغم من انتهاء الحرب، هناك حرب أخرى تُشن على مسلمي البوسنة والهرسك، فالصرب والكروات -بمساعدة أوروبا- يلتجئون إلى طرق جديدة لإضعاف الهوية الإسلامية، من أهمها الغزو الثقافي والاقتصادي والعقائدي، لذلك تعد المحافظة على الهوية الإسلامية من أكبر التحديات التي تواجه مسلمي البوسنة والهرسك، بسبب محاولة النصارى سلب هذه الهوية وتذويبها في الثقافة غير الإسلامية.
شريحة الدخل incomeLevel
المساحة (كيلومتر مربع) AG.SRF.TOTL.K2
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان البوسنة والهرسك 3,810,416 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
تبلغ مساحة البوسنة والهرسك 51,210 كيلو متر مربع بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2016
يبلغ عدد المسلمين في البوسنة والهرسك شخص وبنسبة % من إجمالي السكان