الأقلية المسلمة في فنلندا
المصدر: شبكة الألوكة 30-11-2011، نقلاً عن موقع الإسلام.
إحدى دول الشمال، في شرقي شبه جزيرة إسكندنافيا، دولة محايدة، ويطلق عليها أرض البحيرات والغابات، حصلت على استقلالها من روسيا في سنة 1336هـ - 1917م، احتلها الروس مرة أخرى في سنة 1360هـ - 1941م، ثم تحررت بعد الحرب العالمية الثانية، واستولى السوفييت على عشر مساحتها، وتحتفظ بعلاقات طيبة مع الكتلتين الشرقية (سابقا) والغربية.
الموقع:
تبلغ مساحة فنلندا 337.032 كيلومترا مربعا، وسكانها في سنة 1408هـ - 1988م 5.000.000 والعاصمة هلسنكي، وسكانها حوالي 500.000 نسمة، وأهم المدن: تامبيري وتوركو، وكانت العاصمة السابقة، تحدها النرويج من الشمال، والاتحاد السوفييتي "سابقا" من الشرق، والسويد وخليج بوثنيا من الغرب، ويحدها بحر البلطيق من الجنوب.
الأرض:
أرضها منخفضة بصورة عامة، وتكثر بها البحيرات، وأكثر أرضها ارتفاعا في الشمال الغربي، ولقد أثرت التعرية الجليدية في أرضها، ووسط البلاد هضبة وبها أكثر من ستين ألف بحيرة صغيرة تنتشر في سائر أنحائها، وبالقرب من شواطئها عدد كبير من الجزر يصل إلى 30 ألف جزيرة صغيرة، وتغطي الغابات ثلثي أرضها.
المناخ:
يتحكم موقعها في أحوالها المناخية، حيث تشغل أرضها العروض الشمالية من القارة، فالشتاء طويل بارد، وتنخفض الحرارة في الشتاء إلى ما دون الصفر بكثير، والشمال أكثر برودة، أما الصيف فدفيء رطب، ويتميز بالقصر، وتشرق بها شمس منتصف الليل في شهور مايو ويونيو ويوليو، وذلك بسبب ميل أشعة الشمس، ويتساقط المطر في الصيف.
السكان:
يتكون سكان فنلندا من ثلاث مجموعات، فمنهم جماعات اللاب وهي قليلة العدد وتعيش في الشمال، ثم الفنلنديون وهم الأغلبية حيث يشكلون حوالي (92 %)، ثم جماعات من السويد وتعيش كأقلية في الجنوب والغرب، وهناك أقلية صغيرة من العناصر التركية المهاجرة وهي التي نقلت الإسلام إلى فنلندا، وحوالي خمس السكان يعيشون في منطقة هلسنكي وحولها.
النشاط البشري:
تشكل الغابات موردا اقتصاديا هاما في فنلندا، حيث تعتبر مصدرا للصناعات الخشبية والورق والكيميائيات، وتشغل الأخشاب مكانة هامة في صادراتها، وتقوم الزراعة في النطاق الجنوبي، ويزرع القمح والبنجر، وفصل الزراعة في الشمال قصير، إذ تتراوح مدته بين مائة وعشرين يوما ومائة وثلاثين يوما، وتربى الثروة الحيوانية بدرجة تصل إلى الاكتفاء الذاتي، وتوجد بها ثروة معدنية لا بأس بها، منها: النحاس، والكبريت، والحديد، والنيكل، والزنك، ولقد نهضت الصناعة بفنلندا بعد الحرب العالمية الثانية.
كيف وصل الإسلام إلى فنلندا؟
وصل الإسلام إلى فنلندا منذ سنة 1224هـ - 1809م، وذلك عندما هاجر إليها عدد من المسلمين التتار كتجار للفراء، وفي أثناء حكم الروس لفنلندا، وكان معظم المهاجرين من منطقة قازان، واستقر التتار المسلمون بفنلندا، وأسسوا أول جمعية إسلامية لهم في سنة 1246هـ - 1830م، وكانت هذه الجمعية تتبع المشيخة الإسلامية للتتار في مدينة أوفا، وعندما استقلت فنلندا عن روسيا في سنة 1336هـ - 1917م، فضل المسلمون البقاء بفنلندا، ووصلت هجرات من المسلمين الذين اشتغلوا كرجال أعمال ومهنيين ونظموا شئونهم فانتخبوا هيئة إسلامية ترعى مصالحهم، وطالبوا الدولة بالاعتراف بالإسلام، وتزعم هذا السيد ولي أحمد والسيد عمر عبد الرحيم، فاعترفت حكومة فنلندا بالإسلام كدين في فنلندا في سنة 1344هـ - 1925م.
وكان عدد المسلمين ضئيلا أول الأمر، فحتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري لم يتجاوز عددهم ألف مسلم، ثم زادت هجرة المسلمين إلى فنلندا بعد الحرب العالمية الثانية، ووصل عددهم إلى أكثر من 2.000 مسلم في سنة 1391هـ - 1971م، والآن حوالي 3.000 مسلم.
مناطق المسلمين:
وينتشر المسلمون في مناطق مختلفة من فنلندا، ولكن أكبر عدد منهم في مدينة هلسنكي وفي تامبيري، وبرومباه، وتوركو، وكوتا، وبارفينا، وغالبيتهم من الطبقة المتوسطة، ومعظم المسلمين من التتار واليوغسلاف وبعض الباكستانيين والمغاربة، والغالبية أحناف، وبرغم صغر عدد الجالية المسلمة بفنلندا إلا أنها متمسكة بدينها، وجيدة التنظيم وتهتم بالحفاظ على القيم الإسلامية بين أبنائها، ولكن يخشى من ذوبان هذه الجالية في المجتمع الفنلندي، ويطالبون بعلماء يجيدون التركية لتعليم أبنائهم، كما يطالبون بتقوية العلاقات بينهم وبين الدول الإسلامية، ويلاحظ أن عدد المسلمين بفنلندا قليل، وذلك بسبب الهجرة منها، أو بسبب الزواج المختلط، والذوبان في المجتمع الفنلندي.
الهيئات الإسلامية:
أسس المسلمون أول جمعية إسلامية حديثا في فنلندا سنة 1952م، كما أسس المسلمون مركزا إسلاميا في هلسنكي وناديا للشباب المسلم، ويتكون المركز من: مسجد، ومدرسة للأطفال، وقاعة للاجتماعات، وقاعة للاحتفالات الدينية، ومكتبة للجمعية، ومقر للإمام، وهناك مراكز إسلامية أخرى في أربع مدن، هي: تامبيري، وبارفينا، وتوركو، وكوتا، وترجموا معاني القرآن الكريم إلى الفنلندية.
وللمسلمين في فنلندا جمعيتان، واحدة في هلسنكي والثانية في تامبيري، وهناك تعاون كبير بين الجمعيتين، وجمعية هلسنكي أكبر حجما وأوسع نشاطا، ولهم جمعية ثقافية هي الجمعية التركية الفنلندية، ولها عدة فروع، وتوجد مقبرة للمسلمين في هلسنكي، وأخرى في مدينة توركو.
المساجد:
يوجد مسجد في العاصمة هلسنكي تشرف عليه الجمعية الإسلامية، وبالعاصمة مركز إسلامي يتبع الجمعية الإسلامية أيضا، وهناك مشروع لبناء مركز إسلامي جديد في هلسنكي بتكلفة 55 مليون مارك فنلندي، وسوف يضم مسجدا ومركزا إسلاميا، وعدة ملحقات، وفي مدينة تامبيري مسجد تشرف عليه جمعية تامبيري الإسلامية، ويوجد مسجد في مدينة توركو، ومسجد آخر في مدينة برومباه.
التعليم الإسلامي:
في أول الأمر كان التعليم قاصرا على جهود الآباء، ثم فتحت الجمعية الإسلامية في هلسنكي مدرسة ابتدائية لتعليم أبناء المسلمين، وتعترف فنلندا بالجالية المسلمة، ولذلك تقدم المساعدات للمدارس الخاصة، ولهذا تقدم مساعدة لهذه المدرسة، والجالية المسلمة في حاجة إلى مدارس أخرى في مناطق تجمع المسلمين في المدن الأخرى.
التحديات:
يبرز على الساحة الإسلامية في فنلندا عدة تحديات، منها ظاهرة الذوبان في المجتمع الفنلندي، ومنها عزلتهم عن العالم الإسلامي، ومنها قلة المدارس الإسلامية واقتصارها على مدرسة هلسنكي، ومنها عدم وجود منهج إسلامي تعليمي، وقلة الكتب الإسلامية، ومنها ندرة رجال الدين الذين يجيدون اللغة الفنلندية.
المتطلبات:
أبرز متطلباتهم كسر نطاق عزلتهم عن العالم الإسلامي، والحاجة إلى رجال الدين الذين يجيدون لغة فنلندا، ويمكن أن يتم ذلك بتخصيص بعض المنح لأبناء الأقليات المسلمة في فنلندا للدراسة في الجامعات الإسلامية، ومن متطلباتهم استكمال مشروع المركز الإسلامي في هلسنكي، ويلاحظ أن الحكومة الفنلندية أفضل حكومات غرب أوروبا معاملة للمسلمين، ولهذا يمكن الخروج بالدعوة الإسلامية إلى دائرة أوسع من نطاق الجالية المسلمة.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.